نظّم القانون عقوبة تعاطي المخدرات في السعودية، ضمن مجموعة متراصّة من أحكامٍ تصدّى بها وباءَ وخطر جرائم المخدرات بأنواعها، علمًا أنه لم يفرّد عقوبات رادعةٍ مؤلمةٍ مكتفيًا بها وحدَها، إنما نصّ على أحكام تتيح إمكانيّة التخفيف بل والإعفاء التام من العقوبة مع توفّر شروطٍ سنوضّحها أدناه.
إضافةً إلى إمكانيّة التخفيف والإعفاء، نجدُ أحكامًا تنصّ على علاج المدمن بدلًا من إيقاع العقوبة عليه، مع مراعاةِ رحلته العلاجيّة ومراقبتها من قبل لجانٍ متخصصة.
في تدوينتنا هذه، نوضّح لكم عقوبة تعاطي المخدرات، مبينين حالات الإعفاء التام منها، حفظ التحقيق ومتى يحقّ للمدمن أن يخضع إلى العلاج بدلًا من إيقاع العقوبة عليه.
بدايةً، وقبل إيضاح عقوبة تعاطي المخدّرات في السعودية (حكم تعاطي المخدرات)، لابدّ ان نشير إلى أركان جريمة تعاطي المخدّرات، فتوافر الأركان مجتمعةً، يعني اعتبار الفعل جريمةً معاقب عليها قانونًا، وذلك بحسب لقواعد القانون الجنائيّ.
إذًا، لا تكفي الحيازة فقط لتكون جريمة تعاطي مخدّرات معاقب عليها، إنما ينبغي أن ترتبط بقصد تعاطيها، وإلا نكون أمام جريمةٍ مغايرة، ألا وهي الحيازة بغير قصد التعاطي.
عالجَت أحكامُ نظام مكافحة المخدّرات جريمة الحيازة بقصد التعاطي أو الاستعمال الشخصي، فأوردت عقوبة تعاطي المخدّرات في السعودية ضمن أول فقرة من المادة الحادية والأربعين من النظام، وأردفتها بأخرى تكميليّة وردت في المادة السادسة والخمسين.
يعاقب بالسجن مدةً لا تقلّ عن ستة أشهر ولا تزيد عن سنتين، كلّ من حاز مخدّرات بقصد الاستعمال الشخصي أو التعاطي، في الأحوال غير المصرّح بها نظامًا.
الفقرة (1) المادة (41) نظام مكافحة المخدرات والمؤثرات العقليّة.
يمنع السعودي المرتكب لأحد الأفعال الجرمية التي نصت عليها المادة (3) من النظام، من السفر إلى خارج المملكة بعد انتهاء تنفيذ عقوبة السجن، مدةً مماثلةً لمدة عقوبة السجن المحكوم بها، على ألا تقل مدة المنع عن سنتين، ولوزير الداخلية صلاحيّة الإذن بالسفر أثناء مدة المنع للضرورة.
الفقرة (1) المادة (56) نظام مكافحة المخدرات
جاءت عقوبة العسكريين لتعاطي المخدّرات مشددةً، فهل يعقل أن يرتكب حماة الدولةِ جرائم مخلّةً بنظامها وأمنها؟
إذا ثبت أن جرم التعاطي كان لأول مرةٍ، تكون العقوبة تأديبيّة، بالسجن لمدة عشرة أيام، أما إذا ارتكب العسكريّ جرم التعاطي مجدّدًا للمرة الثانية، فتكون العقوبة بفصله مباشرةً من الخدمة، وجلده ثمانين جلدة.
تضمنت الفقرة الثانية من المادة الحادية والأربعين أحكامَ التشديد، حيث أخذ المشرّع بعين الاعتبار (شخص المتعاطي) ورأى ضرورة التشديد إذ ما ارتكبت الجريمة من قبل العاملين في مكافحة المخدّرات أو مراقبتها.
تشدّد العقوبة، إذا كان المتعاطي من المنوط بهم مكافحة المخدرات أو المؤثرات العقلية أو الرقابة على حيازتها أو تداولها، أو الذين لهم صلة وظيفية بأي نوع من أنواع المخدرات أو المؤثرات العقلية، أو إذا تعاطاها أو استعملها أو تأثر بها أثناء عمله.
الفقرة (2) المادة (41) نظام مكافحة المخدرات
أراد المشرّع السعودي أن يتعامل مع المتعاطي كمريضٍ بحاجة للمساعدة الفوريّة، فبدلًا من تجريمه قرّر أن يساعده بقوانين تخفّف من عقوبة تعاطي المخدرات ، وهذا ما نجده تمامًا في نصّ المادة 60 من نظام مكافحة المخدرات والمؤثرات العقليّة.
للمحكمة، ولأسباب معتبرة أو إذا ظهر لها من أخلاق المحكوم عليه، ماضيه أو سنّه، ظروفه الشخصية، الظروف التي ارتكبت بها الجريمة، أو غير ذلك مما يبعث للقضاء أن المتعاطي لن يعود لارتكاب الجريمة: أن تنزل عن الحدّ الأدنى لعقوبة السجن والمنصوص عليه في المواد (37) (38) (39) (40) (41).
الفقرة (1) المادة (60) نظام مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية
لا تقام الدعوى بسبب تعاطي أو إدمان أو استعمال المخدرات او المؤثرات العقلية، إذا تقدّم المتعاطي أو أحد أصوله أو فروعه أو زوجه أو أحد أقرابه طالبا العلاج له، يشترط أن يسلّم المتعاطي مافي حوزته للجهات المعنية أو أن يدلّ على مكانها.
الفقرة (1) المادة (42) نظام مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية
إضافةً إلى ذلك، نصّت الفقرةُ الثانية من المادة (42) جواز حفظ التحقيق لدى النيابة العامة أي عدم تحويله للقضاء، وذلك بتوافر اعتبارات، ألا وهي:
نعم، استنادًا للمادة الثالثة والأربعين:
يجوز الأمر بإيداع المتعاطي بإحدى المصحات العلاجية، حيث تحدد اللائحة الحالات التي يجوز الإيداع بها مع مكان المصحّة وشروط الإفراج
الفقرة (1) المادة (43) نظام مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية
وفقًا للمادة الثانية والثلاثين من اللائحة التنفيذية لنظام مكافحة المخدرات والمؤثرات العقليّة، فإنه يجوز النزول عن عقوبة تعاطي المخدرات في السعودية، وإيداع المدمن في مصحّة علاجيّة ضمن الحالات التالية:
علمًا أن اللائحة حددت أيضًا حالات لا يستفيد منها المدمن من إجراء الإيداع بالمصحّة، ألا وهي:
المصادر: اللائحة التنفيذية لناظم مكافحة المخدرات والمؤثرات العقليّة1، نظام مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية2.
جميع المقالات في هذا المدونة تم نشرها بأسلوب بسيط وسهل لرفع الوعي القانوني، ولا تعد بأي شكل من الاشكال استشارة قانونية، ننصح القارئ بطلب استشارة قانونية مفصلة من قانوني مختص. يشكل استخدامك لهذا الموقع قبولاً لشروط الاستخدام ، والشروط التكميلية ، وسياسة الخصوصية.