إذا كانت الزوجة ناشز وتطلب الطلاق والانفصال عن الزوج فيكون بهذه الحالة عدة خيارات أو حلول ممكنة أمام الزوج للتعامل مع الأمر نتعرف عليها في هذا الموضوع، ونعرف ما السيناريو المحتمل في حال رفض الزوج الطلاق شرعًا وقانونًا.
باختصار وبإجابة سريعة نعم يحق للناشز طلب الطلاق. وبشكل عام فإنه يحق للمرأة دائمًا الانفصال عن الزوج متى ما أرادت ذلك سواء بوجود سبب أو دون سبب، وهذا حق مضمون للزوجة دائمًا شرعًا وقانونًا.
أول حل أمام الزوج هو محاولة إدخال وسيط من أجل حل المشكلة، سواء من أهل الزوج أو أهل الزوجة. يمكن هنا التحدث مع الأهل لمعرفة الأسباب التي أدت بالمرأة للنشوز ومحاولة حل المشكلة انطلاقًا من الأسباب التي أدت لذلك.
نشوز الزوجة في الغالب يكون لسبب ما في الزوج أو في الحياة الزوجية عمومًا، بالتالي تحديد الأسباب التي أدت لذلك تساعد في التخفيف من حدة الموقف والتوصل لاتفاق يرضي الطرفين، أيضًا عند محاولة التوسط لحل المشكلة من الضروري أن يكون الطرفين مستعدين لتقديم بعض التنازلات في سبيل متابعة الحياة الزوجية واستمرارها معًا بين الرجل والمرأة وتجنب تبعات ذلك خاصة عند وجود الأطفال.
الخيار الثاني أمام الزوج هو أيضًا يكون عبر محاولة الصلح، ولكن ليس عبر إدخال وسيط أو التكلم مع أهل الزوجة، وإنما عبر إنشاء طلب مصالحة على منصة تراضي، ثم بناءً على الطلب هذا يقوم مصلح من المنصة أو شيخ بالتواصل مع الطرفين الزوج والزوجة كلٌ على حدا لمحاولة تقريب وجهات النظر بينهم والتوصل لحل في سبيل عودة الزوجة إلى الزوج وبالتالي استمرار الحياة الزوجية.
يقوم المصلح من المنصة بالتواصل مع الطرفين عبر الهاتف لمحاولة الإصلاح وحل المشكلة. وفي حال تمكن المصلح من حل الأمر يصدر صك صلح من المنصة فيه كافة تفاصيل الصلح الذي تم بين الزوج والزوجة وأي اتفاق حصل بناءً على الصلح هذا.
الحل الثالث والأخير أمام الزوج هو رفع دعوى فسخ نكاح على الزوجة الناشز التي تطلب الطلاق. ولكن من الضروري هنا محاولة الإصلاح عبر إدخال وسيط وفي حال أصرت الزوجة على الطلاق بعدها يمكن رفع هذه الدعوى، وهذا حتى يتمكن الزوج في المحكمة من إثبات نشوز الزوجة عبر إحضار شاهدين يشهدون أمام القاضي إن الزوج حاول الصلح وإرجاع الزوجة ولكنها رفضت.
وعند تأكد المحكمة من ذلك وثبوت نشوز الزوجة يوافق القاضي على فسخ عقد الزواج بعوض، والعوض يكون المهر أو جزء منه يرد إلى الزوج وهذا بحسب ما يقرر القاضي.
من الضروري الإشارة هنا إلى أنه قبل رفع دعوى فسخ نكاح بعوض يجب أن يتأكد الزوج من أن الزوجة نشزت من تلقاء نفسها وليس بسبب مشكلة في الزوج مثلًا، لأنه في حال تبين للمحكمة أن الزوجة ناشز بسبب مشكلة في الزوج لن يوافق القاضي على الفسخ بعوض.
كذلك الأمر في حال تمكنت الزوجة من إثبات أن المشكلة في الزوج وليس فيها، عندها يقرر القاضي الفسخ بدون عوض للزوج.
إذ ليس دائمًا الزوجة تنشز من تلقاء نفسها، بل قد تكون كرهت الزوج لمشكلة فيه مثل البخل مثلًا أو المرض أو عدم النظافة أو سوء العشرة أو عدم الصلاة وغير ذلك من الأسباب التي قد تؤدي بالمرأة لطلب الطلاق. وبالتالي تنقلب الصورة على الزوج ويقرر القاضي فسخ الزواج دون عوض لأن الحق سيكون مع الزوجة بمثل هذه الحالات.
يمكن للزوج التي تكون زوجته ناشز رفض الطلاق ورفض رفع دعوى فسخ نكاح، ولكن بهذه الحالة سيكون أمام الزوجة خيار خلع الزوج في حال ليس لديها سبب كافي لطلب الطلاق (كون الخلع حق للمرأة حتى دون سبب)، أما إذا كانت تطلب الطلاق بسبب مشكلة في الزوج واستطاعت إثبات هذه المشكلة للمحكمة عندها يمكنها رفع دعوى فسخ نكاح بغير عوض وبالتالي تحصل على الانفصال كما تريد ودون أن تدفع أي عوض للزوج.
هذه هي الحلول المتاحة أمام الزوج عندما تكون الزوجة ناشز وتطلب الطلاق والانفصال، إذ يكون أمام كل من المرأة والرجل عدة خيارات للتعامل مع الموقف، تبدأ هذه الحلول بمحاولة الصلح وتقريب وجهات النظر وفي حال تعذر الصلح عندها يحصل الانفصال بحسب الأسباب التي دفعت الزوجة لطلب الطلاق، ونلاحظ أن هذا امتثالًا لقوله تعالى: (إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان).
جميع المقالات في هذا المدونة تم نشرها بأسلوب بسيط وسهل لرفع الوعي القانوني، ولا تعد بأي شكل من الاشكال استشارة قانونية، ننصح القارئ بطلب استشارة قانونية مفصلة من قانوني مختص. يشكل استخدامك لهذا الموقع قبولاً لشروط الاستخدام ، والشروط التكميلية ، وسياسة الخصوصية.