لمصلحته الشخصية، أو بقصد الإفساد فحسب، يعمد البعض إلى التخبيب بين الزوجين متجاهلين خطورة الأمر. لذا ننشر عقوبة التخبيب والحكم الذي يمكن أن يلحق بالشخص الذي يقوم بهذا الفعل ويساهم في إفساد علاقة زوجية، علّ ذلك يكون رادعًا لهؤلاء.

ما هي عقوبة التخبيب في القانون السعودي؟

بحسب المتبع في المحاكم السعودية حاليًا فإن عقوبة التخبيب هي تعزيرية بحسب ما يراه القاضي ويحدده ولا يوجد نص قانوني واحد وثابت أو عقوبة ثابتة في القانون السعودي، وإنما يحدد القاضي العقوبة بناءً على ظروف الحالة وتفاصيلها ومع الأخذ بالاعتبار الحق العام والخاص في الجريمة:

• فقد يفرض القاضي غرامة مالية على من قام بفعل التخبيب،
• أو كتابة تعهد بعدم ارتكاب فعل التخبيب مرة أخرى،
• أو قد تصل العقوبة إلى حد السجن لفترة يحددها القاضي أو الجلد،
• وفي حالات أخرى قد تكون العقوبة جميع هذه الإجراءات مجتمعة،

أي تتشكل العقوبة بناء على رؤية القاضي، بهذه الطريقة يتم تحديد حكم التخبيب في القضاء السعودي.

من الجدير بالذكر أنه، وبحسب تجارب بعض المحامين، عادة ما تزداد حدة عقوبة التخبيب التي يحكم بها القاضي على من قام بفعل التخبيب إذا كان صاحب الفعل على علاقة محرمة مع أحد الزوجين.

حكم التخبيب بين الزوجين شرعًا

يوجد العديد من الأحاديث في السنة النبوية التي أشارت إلى حرمانية فعل التخبيب بين الزوجين، بالإضافة إلى آيات من القرآن الكريم التي تطرقت لحرمانية إفساد العلاقات سواء تطرقت لذلك بشكل مباشر أو غير مباشر.

ومن أشهر الأحاديث التي جاءت في التخبيب قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لَيْسَ مِنَّا مَنْ خَبَّبَ امْرَأَةً عَلَى زَوْجِهَا، أَوْ عَبْدًا عَلَى سَيِّدِهِ)، وفي موضع آخر يبيّن عقوبة التخبيب: (لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ خَبٌّ …).

والأدلة من القرآن الكريم في قوله تعالى في الآية 12 من سورة الحجرات: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ امَنُوا اجْتَنِبُواْ كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُواْ ولا يَغْتَبْ بعْضُكُم بَعْضاً أيُحبُّ أحدُكُم أن يأكُل لَحْمَ أخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوه واتقُوا اللهَ إن اللهَ توابٌ رحيمٌ﴾.

المسؤولية الجنائية في التخبيب

المسؤولية الجنائية في التخبيب تلحق الشخص الذي قام بفعل التخبيب بعد ثبوت الأدلة بإدانته (تعرف كيف يتم إثبات التخبيب والأدلة التي تقبلها المحكمة)، أي الذي حرض الزوجة على زوجها أو العكس حرض الزوج على زوجته لتكون عقوبة التخبيب على الفاعل، وقد يكون هذا التحريض بغرض الزواج من هذا الطرف بعد الانفصال وحصول الطلاق، أو بدون غرض الزواج وإنما فقط بداعي التخريب وإفساد العلاقة، وأحيانًا تكون بدافع حسد وغيرة أو حقد.

أيضًا من الأمور التي تحصل في هذا النوع من القضايا هو إدعاء من قام بفعل التخبيب إنه كان يقدم النصيحة فقط، في حين أن النصائح التي كان يقدمها تدخل تحت بند التخبيب في حال أدت إلى إفساد العلاقة الزوجية، فكثيرًا من النصائح أحيانًا التي تقدم إلى الزوجة من صديقة لها مثلًا أو من أختها أو أحد أفراد عائلتها وحتى أمها أحيانًا تعطي هذه النصائح نتائج عكسية تؤدي إلى إفساد العلاقة، والعكس صحيح أيضًا بالنسبة للزوج أحيانًا بعض النصائح من صديق مقرب أو من طرف الأهل مثل الأخت أو الأم تؤدي إلى خراب العلاقة الزوجية على الرغم من إنها كانت نصائح بدافع حسن نية.

لهذا السبب يجب دائمًا الحذر من أية نصائح يحصل عليها أي من الزوجين والتي قد تؤثر على علاقتهم الزوجية وتؤدي إلى نتائج غير محسوبة تدخل ضمن جريمة التخبيب وقد يعاقب عليها الشخص في حال تم رفع دعوى تخبيب في المحكمة.