تعرضت للابتزاز ماذا أفعل؟ .. تسألُ إحدى الفتيات من حسابٍ وهميّ، وتضيف..
طلبتُ منه بكلّ لطفٍ إنهاء ما بيننا.. لكنّه قابل طلبي بغضبٍ شديد وبدأ يتلفّظ بشتائمَ أستحي حتّى من ذكرها أمامك، منهيًا تلك المكالمة بتهديد صريحٍ لي، قائلًا: كلّ صورنا الخاصة ستنشر على الملأ وسترسل لأشقّائك إن فكّرتِ مجرّد تفكيرٍ أن تنهي علاقتنا..
لم يطلب أموالًا أو أية مكاسب ماديّة.. إنما أراد الحصول على علاقة محرّمة مقابل عدم نشره للمواد التي يحوزها.. وما كان لي إلّا أن أبلّغ عنه.
هذه واحدةٌ من مئات القصص الصادمة.. شاركَها أحدُ المحامينَ ضمن فيديو “توعوي” بهدف نشرِ التوعية القانونية فيما يخصّ قضايا الابتزاز الإلكتروني في السعودية.. مشيرًا إلى أهمّ الإجراءات القانونية الواجب اتّخاذها للتخلّص منها، كيفيّة التعامل معها إضافةً إلى سبل الوقاية منها.
لنفترض لا قدّر الله أن أحدنا وقع ضحيّةً للابتزاز.. أوّل استفسارٍ سيتراود تفكيره: ” تعرضت للابتزاز ماذا أفعل؟” وسيبحث عن طرق للخلاص.
للإجابة عن هذا السؤال، لابدّ من الحديث عن الناحيتين القانونية والنفسيّة.. فكلّ منهما مكمّلة للأخرى.. وذلك لا يهمّ من يتعرض للابتزاز فحسب، بل مهمّ للجميع على حدّ سواء كتوعية مسبقة في حال التعرض لهذه الجريمة.
سواء أكان الابتزاز خارجي ام داخلي.. يستطيع المجني عليه اتباع هذه الإجراءات القانونية والتعليمات النفسية للتخلص من المبتزّ وإنهاء الضغط الذي يتعرض له.
الإثباتُ والتبليغ.. هو أو ما يجب أن تفعله إذا يتعرض للابتزاز
عن طريق جمع كلّ ما يتعلّق بالمجني عليه من محادثات، إيميلات، رسائل، صور ومكالمات وأي دليل آخر يدين الجاني. وذلك لإثبات وقوع التهديد من قِبَله وحيازته للمواد التي يهدد بها، حيث لا يشترط أن ينشرها.. إنما إثباتُ حيازتها يكفي لإدانته.
أتاحت وزارة الداخلية عددًا من طرق التبليغ عن الابتزاز، ألا وهي:
يمكن أيضًا أن يوكّل المجني عليه محاميًا مختصًا بالقضايا المعلوماتية، حيث يقوم المحامي نيابةً عنه بالتبليغ وتحصيل حقّه من الجاني.
فعلى المجني عليه (من يتعرض للابتزاز) ألا ينصاع لأوامر الجاني مهما بدت له صغيرة وزهيدة، معظم الجرائم بدأ جناتها أولًا بطلب مبالغَ زهيدة ولكن سرعان ما تضاعفت لمبالغ هائلة بعد أن لمسوا الاستجابة المقترنة بالخوف من الضحية..
نذكر لكم إحدى الحوادث.. طلب فيها المبتز مبلغ 1000 ريال، مقابل عدم نشره لمقاطع مسجّلة تضرّ بسمعة المجني عليه، وبالفعل.. استجاب له مباشرةً ظنًا منه أن هذا المبلغ سيوقف سلسلة التهديد.. لاحقًا تضاعف المبلغ لأكثر من 185 ألف ريال خلال أسابيع قليلة..حوّلها له الضحية تحت ضغط التهديد.
وغالبًا، لن يقدم الجاني على جريمته إن لم يلمس استجابةً وخوفًا من ضحيّته؛ خاصةً إذا كان هدفه من جريمة الابتزاز ينحصر بتحصيل المنفعة الماديّة فحسب. أي أنه لا يهدّده انتقامًا أو ما شابه من الغايات الشخصية.
مهما بدت التهديدات قويةً ومخيفة.. فإن اللجوء للإجراءات القانونية وأخذ الاحتياطات النفسية من شأنهما أن يخفّفا من حدّتها على من تعرض للابتزاز.. والجدير بالذكر هو أن الجهات المختصّة تتعامل مع الشكاوى بمنتهى السرية حفاظًا على سمعة المبلّغين.
ماذا أفعل حين اتعرض للابتزاز؟ ببساطة، كرّست القوانين في المملكةِ ممراتٍ عديدةً يمكن اللجوء إليها والاحتماء بها في حال التعرض للابتزاز.. و جاءت العقوبات صارمةً في المادة الثالثة من نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية، وذلك لردعِ المبتزّين وإيلامهم في حرّيتهم وأموالهم.
تعرف على آلية تقديم بلاغ ابتزاز في السعودية دون أن يكتشف أحد
لكنّ هذه الطرق والقوانين لن تسعف الضحية إن لم يلجأ إليها على وجه السرعة في حال تعرّضه لجرائم الابتزار.. أو لم يسأل المتخصصين ماذا يفعل غدا عرضة لجرائم الابتزاز.. فهو فقط من يقرّر الخلاص من الابتزاز أم البقاءَ تحت وطأة الإجرام.
جميع المقالات في هذا المدونة تم نشرها بأسلوب بسيط وسهل لرفع الوعي القانوني، ولا تعد بأي شكل من الاشكال استشارة قانونية، ننصح القارئ بطلب استشارة قانونية مفصلة من قانوني مختص. يشكل استخدامك لهذا الموقع قبولاً لشروط الاستخدام ، والشروط التكميلية ، وسياسة الخصوصية.