الطلاق واحد من أشكال الفرقة بين الزوجين إلى جانب فسخ النكاح والخلع، ويكون الطلاق إما طلاق رجعي أو بائن بينونة صغرى كما يقال أو طلاق بائن بينونة كبرى لا رجعة فيه، هنا نتعرف إلى الطلاق الرجعي ومتى يكون وشروطه وظروفه بين الزوجين.
الطلاق الرجعي هو عندما يطلق الزوج زوجته بعد الدخول بطلقة واحدة أو اثنين فقط سواء في مرتين منفصلتين أو في مرة واحدة بلفظ الطلاق مرتين متتاليتين، ويسمى رجعي لأنه في هذه الحالة يمكن للزوج مراجعة زوجته خلال عدة الطلاق دون الحاجة لعقد جديد أو مهر أو شهود أو ولي وإنما فقط بإخبار الزوجة. ويسمى هذا الطلاق أيضًا طلاق بائن بينونة صغرى.
أما عكس الطلاق الرجعي فهو الطلاق الذي لا رجعة فيه أو البينونة الكبرى ويكون بثلاث طلقات ولا يمكن للزوج إرجاع زوجته إلا بعد أن تتزوج غيره زواج مكتمل الأركان وهذا هو الفرق بين الطلاق الرجعي والطلاق البائن بينونة كبرى.
من ناحية شرعية يوجد بعض الاختلاف في هذا الأمر وشكل العلاقة التي تكون بين الزوجين، ولكن يذهب جمهور الفقهاء إلى أن العلاقة تكون بينهم علاقة زوجية كاملة، إذ لا داعي للاحتجاب عن الزوج، ويمكن للزوجة البقاء في بيت الزوجية دون الحاجة للمغادرة، وهذا حتى تنتهي عدتها، في حال انتهت العدة ولم يراجعها الزوج عندها تعتبر الزوجة مطلقة ولا تجوز للرجل إلا بعقد نكاح جديد ومهر وشهود وولي.
عدة الطلاق الرجعي تختلف بحسب حالة المرأة:
في حال انقضت عدة الطلاق للمرأة ولم يراجعها الزوج فهنا تكون مطلقة بشكل كامل ولا يمكن الرجعة بعد ذلك إلا بعقد نكاح جديد وبوجود مهر وشهود وولي، أي عقد نكاح بكافة شروطه مثل الزواج لأول مرة.
سواء بعد الطلقة الأولى أو الثانية فإن مراجعة الزوجة تكون بالقول والفعل أو بأحدهما، إذ يكفي أن يقول الزوج لزوجته “إني راجعتك” لتتم رجعة الزوجة، أو يكفي أن يتم الجماع بينهم لتحصل الرجعة بالجماع بالفعل.
وطبعًا هذا بشرط أن يكون ضمن عدة الطلاق بحسب مدة العدة التي وضحناها أعلاه.
الرجعة لا تشترط وجود شهود وإنما يكفي أن تكون بين الزوجين فقط، ولكن يستحب أن يشهد رجلين على مراجعة الرجل لزوجته بحسب بعض أقوال السلف.
ولكن بشكل عام وحتى عند توثيق الرجعة بشكل رسمي لدى الدوائر الإنهائية في وزارة العدل لا يتطلب الأمر وجود شهود، وكذلك الأمر في حال رفع دعوى لتوثيق الرجعة لا تطلب المحكمة وجود شهود، في حال وجود الشهود قد يستدعيهم القاضي وفي حال عدم وجود شهود يكتفي بكلام الزوجين وقد يلجأ لطلب حلفان اليمين من أحدهم إذا دعت الحاجة.
نعم يلزم إعلام الزوجة واخبارها بالرجعة، وتتم الرجعة بمجرد إخبارها كما ذكرنا أعلاه، ولا يشترط موافقة الزوجة هنا وإنما الإخبار فقط.
الأفضل للطرفين هو إثبات الرجعة بشكل رسمي وذلك حفظًا للحقوق وإبراءً للذمة وتجنبًا لأية مشاكل مستقبلية في حال حصل خلاف بين الزوجين مثلًا أو غير ذلك بالتالي يكون الأمر موثق رسميًا والحقوق محفوظة.
يتم الإثبات عبر إجراء يقدم إلى الدوائر الإنهائية في وزارة العدل، ويقدم بشكل إلكتروني من منصة ناجز ثم يصدر صك رجعة. اقرأ موضوعنا السابق الذي وضحنا فيه طريقة إثبات رجعة الزوجة وخطوات تعبئة نموذج الطلب بشكل كامل، وطبعًا يشترط إثبات الطلاق وإصدار صك طلاق حتى يتم إثبات الرجعة.
أما في حال اختلف الزوجين على إثبات الرجعة يمكن رفع دعوى إثبات رجعة من منصة ناجز، وهنا طريقة رفع دعوى إثبات رجعة بالتفصيل سواء كان الزوج أو الزوجة هو من سيرفع الدعوى.
هذا كان كل ما يخص الطلاق الرجعي وكيف يتم وحدود العلاقة بين الزوجين فيه وعدته وطريقة إثباته وإثبات الرجعة.
انضم لأكثر من 3،500 مشترك
يستفيدون من منشورات توعوية نرسلها
لهم اسبوعياً عبر البريد الإلكتروني
هي مبادرة تهدف الى زيادة الوعي القانوني لدى الأفراد، عبر نشر مقالات تثقيفية تشرح الإجراءات القانونية في السعودية.
جميع المقالات في هذا المدونة تم نشرها بأسلوب بسيط وسهل لرفع الوعي القانوني، ولا تعد بأي شكل من الاشكال استشارة قانونية، ننصح القارئ بطلب استشارة قانونية مفصلة من قانوني مختص. يشكل استخدامك لهذا الموقع قبولاً لشروط الاستخدام ، والشروط التكميلية ، وسياسة الخصوصية.
