حرصت الشريعة الإسلامية في التشديد على أهمية حفظ العلاقات ورعايتها لأنها اللبنة الأساسية لمجتمع صحي وحياة تسودها الألفة والمحبة بين الأفراد، ومن ضمن ذلك ما جاء في مسألة تحريم ما يعرف بالتخبيب. في هذا الموضوع سنعرف ماهو التخبيب وأشكاله وحكمه.
التخبيب اصطلاحًا مأخوذ من معنى الغش والخداع والفساد، ويقصد به إفساد العلاقة بين طرفين أو شخصين باستخدام أي من أساليب المخادعة والغش والتغرير وذلك بغرض إفساد تلك العلاقة ونزع أواصرها بين الطرفين حتى إنهاء العلاقة بينهما سواء بغرض أو دون غرض من وراء ذلك.
ويمكن أن يكون التخبيب بين الزوجين كأن يدخل طرف ثالث ليحرض الزوج على زوجته أو العكس، أو بين المدير والموظف وغيره من الظروف التي يكون فيها طرفين ويدخل طرف ثالث بينهما يفسد هذه العلاقة.
أشهر أشكال التخبيب الشائعة هي إفساد العلاقة بين الزوجين من طرف ثالث وذلك بغرض الزواج من المرأة أو من الرجل (في حال كانت امرأة هي من أفسدت العلاقة) بعد الطلاق.
على سبيل المثال يقوم شخص أجنبي بالتودد إلى امرأة متزوجة ويتقرب منها حتى يؤثر فيها بكلامه وحديثه معها حتى يفسد العلاقة بينها وزوجها عبر التخبيب بينهم وتوجيه الزوجة للطريقة التي يجب أن تتعامل فيها مع زوجها، حيث يحرضها على السلوكيات السلبية في حياتها الزوجية وسوء معاملة الزوج حتى إفساد زواجهم ووصولًا لإنهاء حياتهم الزوجية بالانفصال، والعكس صحيح طبعًا كأن تدخل امرأة إلى حياة الزوج وتفسد علاقته مع زوجته.
بالنسبة إلى حكم تخبيب الزوج على زوجه في الإسلام فإنه ينبع من حرص الإسلام على العلاقة الزوجية وأهميتها كأساس للأسرة الصالحة في المجتمع كونها بصلاحها يصلح المجتمع وبفسادها يفسد المجتمع.
لذلك حرصت التشريعات الإسلامية على التحذير بشكل واضح من جريمة إفساد العلاقة الزوجية وتدمير أواصرها وإن من يفعل ذلك يدخل عمله هذا تحت بند الإفساد في المجتمع ولا يصلح عمله من بعد ذلك. لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (لَيْسَ مِنَّا مَنْ خَبَّبَ امْرَأَةً عَلَى زَوْجِهَا)، وقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ امَنُوا اجْتَنِبُواْ كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُواْ ولا يَغْتَبْ بعْضُكُم بَعْضاً أيُحبُّ أحدُكُم أن يأكُل لَحْمَ أخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوه واتقُوا اللهَ إن اللهَ توابٌ رحيمٌ﴾
التخبيب بين الزوجين يمكن أن يأخذ أشكال عدة من التصرفات والسلوكيات التي من شأنها أن تسيء للحياة الزوجية بين الطرفين وقد تؤدي إلى إفساد هذه العلاقة بالكامل كما قلنا، ومن هذه الأشكال:
كل هذه التصرفات والسلوكيات وما شابهها تدخل ضمن مفهوم التخبيب ويمكن أن تؤدي إلى تخريب الحياة الزوجية وهدم منزل الأسرة، وهذا سواء كان بداعي مثل الزواج من أحد الطرفين بعد التسبب بالانفصال أو بدون داعي وبغرض الإفساد فقط أو بدافع غيرة وحسد.
جميع المقالات في هذا المدونة تم نشرها بأسلوب بسيط وسهل لرفع الوعي القانوني، ولا تعد بأي شكل من الاشكال استشارة قانونية، ننصح القارئ بطلب استشارة قانونية مفصلة من قانوني مختص. يشكل استخدامك لهذا الموقع قبولاً لشروط الاستخدام ، والشروط التكميلية ، وسياسة الخصوصية.