الطلاق الرجعي هو الحالة التي يطلق فيها الزوج زوجته بلفظ طلقة واحد أو اثنين فقط عندما تكون الزوجة في حالة طهر. ويسمى رجعي لأنه في هذه الحالة يمكن للزوج مراجعة زوجته بقوله لها “إني راجعتك” دون الحاجة لعقد أو مهر جديد ولا شهود أو ولي، بشرط أن تكون الرجعة خلال مدة عدة الطلاق.
والطلاق الرجعي هو عكس الطلاق البائن بينونة كبرى الذي يكون بدون رجعة عندما يطلق الرجل الزوجة ثلاث مرات أو بلفظ الطلاق ثلاث مرات (لا رجعة فيه إلا بعد زواج ودخول من رجل آخر).
يتم توثيق الطلاق الرجعي رسميًا من خلال الدوائر الإنهائية في المحكمة وذلك عبر تقدم الزوج من حسابه في ناجز بطلب لتوثيق الطلاق، وبهذه الحالة لا داعي لرفع دعوى ولن يكون هناك جلسات محكمة وإنما إجراء فقط للتوثيق، كنا شرحنا طريقة توثيق الطلاق عبر الخدمات الإنهائية يمكن الرجوع إليه لمعرفة كل خطوات التوثيق.
أما في حال كان الزوج رافض توثيق الطلاق هنا يجب على الزوجة رفع دعوى توثيق طلاق من منصة ناجز وبهذه الحالة سيكون هناك دعوى كاملة وجلسات محكمة، وفي هذا الموضوع خطوات رفع دعوى توثيق طلاق من طرف الزوجة.
كونه طلاق رجعي فمن المحتمل أن يعود الزوجين إلى حياتهم الزوجية بعد مراجعة الزوجة من قبل الزوج خلال عدة الطلاق.
وفي حال حصلت رجعة يجب إثبات الرجعة رسميًا وذلك حفظًا للحقوق وإبراءً للذمة، وهذا الإجراء مفيد للطرفين كونه يوثق الطلاق الذي حصل ثم الرجعة، خاصة في حال حصول أية مشاكل مستقبلية بين الطرفين فيكون كل شيء موثق بشكل رسمي.
عندما يكون الزوجة والزوج متفقين على توثيق الرجعة عندها يكفي التقدم بطلب لتوثيق الرجعة من الدوائر الإنهائية، حيث يقوم الزوج بتقديم الطلب من حسابه في ناجز، وشرحنا هذا الإجراء في موضوع سابق هنا في ميازين يمكن الرجوع لموضوع إثبات رجعة الزوجة.
أما في حالة يوجد اختلاف على توثيق الرجعة وكان أحد الطرفين رافض لتوثيقها وإثباتها رسميًا، عندها يجب على الطرف الثاني رفع دعوى إثبات رجعة وهذا ما سنتحدث عنه في هذا الموضوع.
دعوى إثبات الرجعة في المحكمة هي الدعوى التي يرفعها الزوج أو الزوجة لإثبات الرجعة بعد الطلاق، وترفع هذه الدعوى فقط في حال كان الزوجين مختلفين على إثبات الرجعة، أما إذا كانا متفقين على إثباتها يكفي التقدم بطلب توثيق رجعة من الدوائر الإنهائية كما ذكرنا.
يمكن للزوج أو الزوجة التقدم برفع الدعوى عندما يكون الطرف الثاني رافض إثبات الرجعة، ومن الضروري الإشارة هنا إن رفع الدعوى بهذه الحالة لا يلزم الزوجة بالعودة إلى بيت الزوجية ولا تطالب بذلك حتى عند قبول الدعوى من قبل القاضي.
قضية إثبات الرجعة بعد توثيق الطلاق الرجعي في المحكمة تكون ضمن ثلاثة مراحل رئيسية وهي
قبل البدء بإجراءات رفع الدعوى يجب التأكد من وجود المتطلبات التالية وذلك لكتابتها في نموذج صحيفة الدعوى
بالإضافة إلى توافر صور عن عقد النكاح وصك الطلاق في حال وجودهم.
وهذه مراحل رفع الدعوى بالتفصيل وإجراءات كل مرحلة من المراحل الثلاثة لرفع الدعوى
من أجل المباشرة في رفع الدعوى، بعد التأكد من توافر كافة شروط رفع الدعوى، ومتطلبات رفعها التي وضحناها في الفقرة السابقة، يتوجه مقدم الطلب إلى حسابه في ناجز ليقوم بتسجيل الدخول باستخدام بياناته في النفاذ الوطني (حساب ابشر).
سيظهر الحساب فارغًا كما في الصورة في حال عدم وجود قضايا سابقة، يقوم الشخص بالضغط على زر إنشاء صحيفة دعوى.
سيظهر في الصفحة التالية قسم صحائف الدعوى، ويجب هنا الضغط على “طلب جديد”
ثم في الخطوة الثالثة اختيار تصنيف الدعوى ونوعها. ويكون على الشكل التالي
ثم الانتقال إلى القسم الثاني من نموذج الصحيفة وهو أطراف الدعوى. في الجزء الأول من هذا القسم ادخل بيانات مقدم الطلب “صفة مدخل البيانات في الدعوى” سواء كان أصيل صاحب العلاقة مثل الزوج أو الزوجة أو وكيل في حال كان محامي هو من يقدم الطلب. ثم إدخال تاريخ عقد النكاح في الهجري والميلادي كما هو مطلوب وكما هو ظاهر في الصورة التالية
وفي القسم الثاني يتم إدخال بيانات المهر وقبضه والمؤخر
في هذا القسم يتم إدخال بيانات
وهنا يجب إدخال تاريخ الطلقة ولفظها، أي كيف تلفظ بها الزوج تمامًا، وفي حال كان تم الطلاق أكثر من مرة يجب إضافة كل مرة على حدا.
وهنا إدخال بيانات الرجعة وصفتها وتاريخها كما هو موضح في الصورة
في الجزء التالي يوضح المدعي ما الذي يريده من هذه الدعوى، ويكون بهذه الحالة إثبات الرجعة، ثم يختار المحكمة.
موضوع الدعوى يتم فيه كتابة كامل تفاصيل الدعوى، وهنا موضح في الصورة مثال سريع لكيفية كتابة موضوع الدعوى بما في ذلك الموضوع والطلبات والأسانيد
بعد تعبئة بيانات صحيفة الدعوى والضغط على حفظ ومتابعة، ويتم الانتقال إلى الصفحة التالية التي ترفع فيها المرفقات كما هو واضح في الصورة التالية.
بمجرد الانتهاء من رفع المرفقات تكون أكملت خطوات تعبئة بيانات صحيفة الدعوى ويمكن الضغط على إرسال الطلب.
بهذا الشكل يكون قد تم رفع الدعوى بشكل رسمي، وتصل رسالة إلى طرفي الدعوى تفيد برفع الدعوى، وطبعًا هذا يتم بعد أن يتم مراجعة الطلب من قبل موظف مسؤول في المحكمة.
في حال كان هناك أية تفاصيل أو بيانات ناقصة سيتم إعادة صحيفة الدعوى وتنبيه مقدم الطلب بالمعلومات أو البيانات الناقصة ليكملها ويعيد أرسال الطلب من جديد.
بمجرد رفع الدعوى تصل رسالة إلى طرفي الزواج تخبرهم بقيد دعوى، ثم لاحقًا تبدأ جلسات المحاكمة التي تكون جلسات مرئية إلكترونيًا بحضور القاضي وطرفي الدعوى.
تصل رسالة إلى جوال كل من الزوج والزوجة تفيد بموعد الجلسة الأولى وتاريخها وكذلك تصل الرسالة قبل يوم من كل جلسة، وفي نفس يوم الجلسة تصل رسالة أخرى تتضمن رابط الدخول إلى القاعة الإلكترونية لحضور الجلسة.
في جلسات المحكمة يوجه القاضي الاسئلة إلى طرفي الدعوى وتكون الاسئلة حول الطلاق وثم الرجعة وأسباب رفض الطرف الثاني إثبات الرجعة، وكذلك ينظر القاضي في أسباب الطرفين وأسانيدهم ليقرر في ثبوت الرجعة من عدمه.
قد يطلب القاضي إحضار شهود من أي من الطرفين لتوثيق الإدعاء أو حلفان اليمين في بعض الحالات.
لا يوجد إجابة محددة لذلك وإنما الأمر يختلف من حالة لأخرى وبحسب ظروف كل قضية، كلما كانت القرائن والمعطيات واضحة يكون النطق بالحكم أسرع وعدد الجلسات أقل.
في الجلسة الأخيرة من جلسات المحكمة يكون النطق في الحكم، ويكون الحكم في واحد من الاحتمالات التالية
البينونة الصغرى في حال كان الطلاق بطلقة واحدة أو اثنين ويمكن إرجاع الزوجة خلال عدة الطلاق أو إذا تجاوزت المدة عدة الطلاق يلزم عقد نكاح جديد بمهر وولي وشهود.
أما طلاق البينونة الكبرى في حال كان ثلاث طلقات وهنا لا تحل المرأة للرجل، حتى تتزوج من رجل آخر ويحصل دخول.
ومن الضروري الإشارة هنا إلى أنه في حال قرر القاضي ثبوت الرجعة فأن قرار المحكمة هذا لا يلزم الزوجة بالعودة إلى بيت الزوجية ولا يطالبها بذلك، ويبقى قرار العودة راجع للزوجة في حال أرادت ذلك.
هذا كان كل ما يخص الطلاق الرجعي في المحكمة ثم ما يليه من إثبات الرجعة سواء توثيقها في الدوائر الإنهائية كإجراء أو رفع دعوى إثبات رجعة حيث تعرفنا إلى خطوات ومراحل رفع الدعوى وكافة تفاصيلها.
جميع المقالات في هذا المدونة تم نشرها بأسلوب بسيط وسهل لرفع الوعي القانوني، ولا تعد بأي شكل من الاشكال استشارة قانونية، ننصح القارئ بطلب استشارة قانونية مفصلة من قانوني مختص. يشكل استخدامك لهذا الموقع قبولاً لشروط الاستخدام ، والشروط التكميلية ، وسياسة الخصوصية.