الزوجة الناشز هي التي تخرج عن طاعة الزوج وترفض الامتثال لأوامره، وكنا تحدثنا بتفصيل أكثر عن مفهوم النشوز في موضوع الناشز، يمكن الرجوع له لمعرفة كل التفاصيل. أما هنا سنتعرف على عقوبة الزوجة الناشز شرعًا وقانونًا بحسب القانون السعودي، وكيف عادة يتم التعامل مع حالة المرأة الناشز.

عقوبة الزوجة الناشز في الشرع 

لنتعرف أولًا على ما نص عليه الشرع بخصوص النشوز:

سقوط النفقة عنها

أول شيء يحصل عند نشوز الزوجة هو سقوط واجب النفقة عليها، وبالتالي يكون الزوج غير مطالب بالنفقة عليها طيلة مدة نشوزها. باستثناء إذا كانت الزوجة حاملًا فيجب النفقة عليها أثناء نشوزها وحتى تضع المولود.

العظة والنصح

العظة والنصح ليست عقوبة للزوجة الناشز ولكن هي من صور التعامل مع المرأة عند نشوزها وخروجها عن طاعة الزوج، وهي من السلوكيات التي حضَّ عليها الشرع بوجوب البدء بمحاولة نصح المرأة وعظتها بالطريقة المثلى لمحاولة إصلاح الأمر وعودتها إلى متابعة الحياة الزوجية كما يجب. وهذا من قوله تعالى: (وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ) وفي حال لم ينفع الوعظ والنصح يمكن الانتقال إلى العقوبة التالية وهي الهجر.

الهجر

أيضًا هجر المرأة من السلوكيات التي أشار لها الشرع عند نشوز الزوجة وعدم امتثالها للنصح والإرشاد، إذ قال تعالى: (وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ) وأيضًا هذا السلوك ليس بغرض الأذية المباشرة للمرأة ولكن بداعي حثها للعدول عن سلوكها في النشوز والعودة للحياة الزوجية، وفي حال لم يفيد الهجر يكون الضرب.

الضرب

تدرج الشرع في العقوبات المنصوصة على المرأة الناشز بدءًا من العظة والنصح ثم الهجر وأخيرًا الضرب كما في قوله تعالى: (وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا).

ويقصد هنا بالضرب الضرب غير المبرح الذي يكون بغرض التهذيب وليس التسبب بالأذى أو الضرر وهو الحل الأخير في حال لم تفيد العظة والهجران كما ذكرنا أعلاه.

ومن الضروري الإشارة هنا إلى أن الضرب ليس مباحًا إلا بعد التأكد من نشوز الزوجة وخروجها عن طاعة الزوج دون سبب، أما المرأة التي يكون نشوزها لسبب ما مثل كره الزوج، أو سوء عشرته، أو عدم نظافته، أو غيرها من الأسباب التي تؤدي إلى استياء الزوجة من حياتها الزوجية فهي لا تبيح ضرب الزوجة ولا تعد الزوجة أصلًا ناشزًا في مثل هذه الحالات.

هذه الإجراءات التي نص عليها الشرع للتعامل مع الزوجة الناشز والعقوبات التي يمكن أن تطبق عليها، وفي النهاية في حال تعذر كل هذه الإجراءات و أصرت المرأة على عدم العودة إلى الزوج فيكون الفرقة والانفصال هو الخيار الأنسب للطرفين، وهذا من قوله تعالى: (إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان). وللطرفين الحرية في الاتفاق على الطريقة المناسبة للانفصال.

عقوبة الزوجة الناشز في القانون السعودي

في القانون السعودي لا يوجد عقوبة مباشرة على الزوجة الناشز، ولكن عادة عند نشوز الزوجة يمكن للزوج رفع دعوى على الزوجة (وهذا بعد استنفاذ كل خيارات الصلح ومحاولة إرجاعها). الدعوى تكون فسخ نكاح.

وبعد رفع الدعوى تقوم المحكمة بالتأكد من نشوز الزوجة، ومن أن الزوج حاول الصلح معها ولكنها رفضت، وفي حال تبين فعلًا نشوز الزوجة تقرر المحكمة فسخ عقد النكاح بعوض، والعوض يكون المهر أو جزء منه بحسب ما يقرر القاضي، ليرد العوض إلى الزوج.

ولكن من الضروري الإشارة هنا من أن هذا مرهون بأن تكون الزوجة فعلًا ناشز، وليست المشكلة في الزوج، إذ في حال تبين أن الزوجة ناشز لمشكلة في الزوج مثل البخل أو عدم الصلاة أو غيره فهذا لن تعتبره المحكمة نشوز وستقرر المحكمة فسخ الزواج بدون عوض للزوج لأن السبب يعود لمشكلة في الزوج.

الحلول المتاحة أمام الزوج عند نشوز الزوجة 

كنا تحدثنا في موضوع سابق عن الحلول الممكنة لدى الزوج عند نشوز الزوجة، وذكرنا أنه يوجد ثلاثة حلول ممكنة ومتاحة أمام الزوج للتعامل مع هذه الحالة، يمكن الرجوع للموضوع السابق للتعرف على هذه الحلول وكيف يمكن للرجل التعامل مع المرأة بهذه الحالة، ناشز وتطلب الطلاق 3 حلول قانونية أمام الزوج