حدّد نظام العمل أحكام وضوابط التعويض عن فسخ عقد العمل في عددٍ من مواده، لتكون الغاية الأساسيّة منه جبر الضرر الذي لحق أحد المتعاقدَين سواء العامل أو صاحب العمل، إذ من الممكن أن يُقدم أحدهما على إنهاء عقد العمل دون مراعاة ما نصَّ عليه نظام العمل من أحكام، مُتسبّبًا بمخالفتِه ضررًا للمتعاقد الآخر.
فالتعويض هو جبرٌ للضرر الناجم عن أحد المتعاقدين، وهذه قاعدة قانونيّة لا تخفى عن أحدنا، لكنّ الجزئيّات والتفاصيل التي تحيط بها في الميدان العمّاليّ تحديدًا، تجعل منها مسألة حسّاسة، يجب فهمُ أحكامها بتمعّنٍ.
ِفما هي هذه المواد القانونية التي تضمنت التعويض عن فسخ عقد العمل، ومتى يجب هذا التعويض، وما هو مقداره؟
نظّم وعالج المشرّع السعوديّ حالات التـعـويض ضمن المواد (76، 77) من نظام العمل، مبينًا في كلٍّ منها أحكامًا وضوابط خاصّة كما يلي:
ألزمت أحكام المادّة 76 من نظام العمل، الطرف الذي لم يتقيّد بمهلة الإشعار التي حدّدتها المادة 75 من نظام العمل، بأن يعوّض الآخر بمبلغ مساوٍ لمهلة الإشعار النظاميّة ما لم يتّفقا على أكثر من ذلك، لكن ماهي مدّة الإشعار وكيف يحدد مـقـدار التـعـويـض بناءً عليها؟
بدايةً، نتحدّث هنا عن العقود المفتوحة/ غير محدّدة المدّة، فلا بأس بأن ينهي أحد الأطراف علاقته التعاقديّة، شريطة أن يكون السبب مشروعًا، يوجّه كتابةً مع التقيّد بمهلة الإشعار، وهي 60 يوم على الأقل، إذا كان أجر العامل يدفع شهريًا، ولا تقلّ عن 30 يوم إذا كان الأجر يدفع بغير ذلك، مثل الأجور اليوميّة أو حسب الإنتاج وغير ذلك.
إذ لم يتقيّد أحد الأطراف بمهلة الإشعار، وأنهى أحدهما العقد غير المحدّد المدّة بدون إشعار الآخر، فيكون التـعويـض:
يقصد بالفسخ غير المشروع إنهاء العقد بإرداة أحد أطرافِه، بدون وجود أسباب قانونيّة لهذا الإنهاء، وبدون إشعار الآخر ، ويكون الفـسـخ غير المشروع إمّا من قبل العامل فيسمّى استقالة غير مشروعة، أو من قبل صاحب العمل فيسمّى فصل غير مشروع.
ويرتّب كلّ منهما تعويضًا للطراف الآخر المتضرّر، سواء أكان العامل أو ربّ العمل،واستنادًا إلى المادة 77 من نظام العمل، تختلف آليّة تحديد التعويض بحسب نوع العقد هل هو محدد أم مفتوح؟ وهل يوجد اتّفاق مسبق على مقدار التـعويض أم لا؟
فإذا كان هنالك اتّفاق مسبق يحدد التـعويـض، يُلزم الطرف الذي فـسـخ العقد بدفع المبلغ المتّفق عليه، أما إذا لم يكن هنالك اتّفاق، فهنالك حالتين للتـعويـض:
الـتـعويـض في العقود محددة المدّة: أجرة العامل للمدّة المتبقيّة من العقد، على ألا يقلّ مجمل المبلغ عن أجرة شهرين.
التـعـويض في العقود المفتوحة: أجرة 15 يوم عن كلّ سنة من سنوات الخدمة، دون أن يقلّ بمجمله عن أجرة شهرين.
نوع الانتهاء | نوع العقد | التعويض | مقدار التعويض |
الفصل غير المشروع (التعسفي) | محدد المدّة. | للعامل. | إما المبلغ المتّفق عليه. أو أجر المدّة المتبقّية من العقد، دون أن يقل مجمل التعويض عن أجر شهرين. |
الفصل غير المشروع (التعسفي) | غير محدّد المدّة. | للعامل. | إما المبلغ المتّفق عليه. أو أجر 15 يوم عن كلّ سنة خدمة، دون أن يقل مجمل التعويض عن أجر شهرين. |
الاستقالة غير المشروعة (بدون إذن صاحب العمل) | محدد المدّة. | لصاحب العمل. | إما المبلغ المتّفق عليه. أو أجر المدّة المتبقّية من العقد، دون أن يقل مجمل التعويض عن أجر شهرين. |
الاستقالة غير المشروعة (بدون إذن صاحب العمل) | غير محدّد المدّة. | لصاحب العمل. | إما المبلغ المتّفق عليه. أو أجر 15 يوم عن كلّ سنة خدمة، دون أن يقل مجمل التعويض عن أجر شهرين. |
المصدر: نظام العمل السعودي.
جميع المقالات في هذا المدونة تم نشرها بأسلوب بسيط وسهل لرفع الوعي القانوني، ولا تعد بأي شكل من الاشكال استشارة قانونية، ننصح القارئ بطلب استشارة قانونية مفصلة من قانوني مختص. يشكل استخدامك لهذا الموقع قبولاً لشروط الاستخدام ، والشروط التكميلية ، وسياسة الخصوصية.