جاءت أحكامُ المادة 81 من نظام العمل منصفةً للعمّال، وهذا بالتأكيد، انعكاس لأهداف ورؤية نظام العمل في السعودية، وامتداد لما يسعى إليه في حفظ حقوقهم من أي ضياع، وإيجاد بيئة عمل سليمة وعادلة لهم.
وإذ أسقطنا هذه الرؤية على الواقع، نجد أنّ المادة 81 على سبيل المثال، منحت العامل إمكانيّة ترك العمل مع ضمانِ كافة حقوقه النظامية من أجر، مكافأة وتعويض، دون أن يتعرّض لضياع أي منها.
كما حدّدت مجموعة من الحالات، يمكن للعامل الاستناد إليها في حال توفر أيٍّ منها، وبالتالي ترك العمل مباشرةً ، حتى دون إبلاغ صاحب العمل، وقبل أن نستعرض إليكم هذه الحالات، لابدّ أولًا أن نورد شرحًا موجزًا عن المادة 81 من نظام العمل.
هي أنه يمكن للعامل أن يترك عمله مباشرةً، عندما يواجه أي شكل من أشكال المعاملة الجائرة والقاسية من المدير المسؤول، أو خطراً يهدد سلامته، أو حتى إذا اكتشف غشاً في بنود عقده أو تبيّن له لاحقًا بعد التعاقد،أن ظروف العمل مختلفة ومغايرة تمامًا عن الصورة التي أوصلها له صاحب العمل للعامل قبل التعاقد موهمًا إياه.
ويكون دور هذه الأحكام، في حفظِ جميع حقوقه ومستحقّاته الناتجة عن عقد العمل، من الأجرة المتفق عليها، مكافأة نهاية الخدمة إضافةً إلى التعويض.
أنّه يحق له ترك العمل مباشرةً، دون إخبار صاحب العمل نهائيًا، مع احتفاظه بجميع حقوقة النظامية. ويشترط أن يكون بالفعل قد واجه حالة من الحالات المنصوص عليها في هذه المادة، حتى لا يضع نفسه أمام المسائلة القانونيّة عن ترك عمله فجأة وبدون سبب مقنع، خاصةً إذا كان يشغل موقعًا حساسًا في المؤسسة، وتركه له قد يسبب ضررًا لا محال.
فما هي هذه الحالات؟
لابدّ أن نوضّح لكم نصّ كل فقرة، تمامصا كما جاءت في نظام العمل، ومن ثمّ نشرحها.
إذا لم يقم صاحب العمل بالوفاء بالتزاماته العقدية أو النظاميّة الجوهريّة الجوهرية إزاء العامل
الفقرة الأولى، المادة 81، نظام العمل.
امتناع صاحب العمل عن الوفاء بالتزاماته العقديّة اتجاه العامل، كأن يشترط العامل على صاحب العمل أثناء التعاقد أن يؤمّن له وسيلة نقل ما بين بيته ومكان عمله ولم يفعل ذلك صاحب العمل، أو أنّه تخلّف عن منحه العلاوة المتّفق عليها في بنود العقد..الخ.
إذا ثبت أن صاحب العمل أو من يمثله قد أدخل عليه الغش وقت التعاقد فيما يتعلق بشروط العمل وظروفه.
الفقرة الثانية، المادة 81، نظام العمل
ثبوت أي نوع من انواع الغش أثناء التعاقد، من قبل صاحب العمل أو من يمثلّه، فيما يتعلق بشروط العمل وظروفه، كأن يقول صاحب العمل للعامل بأن عمله سيكون على الحاسوب فقط وإذ يتفاجئ بأن عليه النزول إلى ساحات العمل أو أن يقول أن عملك متركز بمدينة جدّة فقط إلا أن الحقيقة هي التنقل ما بين المدن.
إذا كلفه صاحب العمل دون رضاه بعمل يختلف جوهريًّا عن العمل المتفق عليه، وخلافًا لما تقرره المادة الستون من هذا النظام.
الفقرة الثالثة، المادة 81، نظام العمل.
تكليف صاحب العمل العامل دون رضاه بمهام تختلف جوهرياً عن العمل المتفق عليه، فإذا كانت مهمة العامل مثلاً متركزة على ابتكار تصاميم للألبسة وتعديلها، وجاء صاحب العمل يطلب منه تفريغ حمولة الشاحنات وترتيب المستودع وكان ذلك دون رضا من العامل.
إذا وقع من صاحب العمل أو من أحد أفراد أسرته أو من المدير المسؤول اعتداء يتسم بالعنف، أو سلوك مخل بالآداب نحو العامل أو أحد أفراد أسرته.
الفقرة الرابعة، المادة 81، نظام العمل.
في حال وقع من صاحب العمل أو من أحد أفراد أسرته أو من المدير المسؤول اعتداء يتسم بالعنف، أو سلوك مخل بالآداب نحو العامل أو أحد أفراد أسرته، كأن يقوم المدير المسؤول بصفع العامل، أو يقوم بشتمه بألفاظ نابية أمام مسمع من الناس.
إذا اتسمت معاملة صاحب العمل أو المدير المسؤول بمظاهر من القسوة والجور أو الإهانة.
الفقرة الخامسة، المادة 81، نظام العمل.
إذا صدر من صاحب العمل أو المدير المسؤول أي تصرّف يتّسم بالقسوة أو الظلم، كأن يُقابل صاحب العمل العامل بعصبية حادة أو بالصراخ الدائم والتوبيخ والنفور، أو أن يعامله بشيء من الإزدراء أو العنصرية وما إلى ذلك من سلوكيّات تصيب العامل في مشاعره أو تتسبب له بالإهانة.
إذا كان في مقر العمل خطر جسيم يهدد سلامة العامل أو صحته، بشرط أن يكون صاحب العمل قد علم بوجوده، ولم يتخذ من الإجراءات ما يدل على إزالته.
الفقرة السادسة، المادة 81، نظام العمل.
أن يوجد في مقرّ العمل خطر جسيم يهدد سلامة العامل أو صحته، بشرط أن يكون صاحب العمل قد علم بوجوده ولم يتخذ الإجراءات اللازمة من أجل إزالته، فلو كان العمل ينصب على صناعة المواد الكيميائية الحساسة والخطيرة ولم يقم صاحب العمل بتأمين ما يلزم لسلامة صحة العامل، أو أن يكون العمل في صناعة الزجاج ولم يقم صاحب العمل بتأمين المعدات اللازمة لنقل الزجاج من مكان لآخر لإبعاد الأذى والإصابات المحتملة عن العمّال.
إذا كان صاحب العمل أو من يمثله قد دفع العامل بتصرفاته وعلى الأخص بمعاملته الجائرة أو بمخالفته شروط العقد إلى أن يكون العامل في الظاهر هو الذي أنهى العقد.
الفقرة السابعة، المادة 81، نظام العمل.
ادّعاء صاحب العمل بأن العامل هو من أنهى العقد بمحض إرادته، وذلك بإجباره ودفعه على ذلك، بمعاملته معاملة سيئة للغاية، وذلك لكي يتجنب دفع الغرامات والتعويضات والمكافآت له، فيسعى إلى معاملة العامل معاملة جائرة وقاسية، أو إلى مخالفة شروط العقد سواء من ناحية زيادة عدد ساعات العمل أو تخفيض الأجرة، ليجبر العامل إلى ترك العمل.
هذه هي الحالات التي إذا وجدت، تمكّن العامل من ترك العمل، لكن مع وجوب إثباتِها أمام لجنة المنازعات العماليّة، فكيف يتمكّن العامل من الإثبات وما هي الشروط؟
يتوجب على العامل أن يُقدم إلى لجنة فض المنازعات العمالية الإثباتات اللازمة التي تتوافق مع حالته من العناصر ادناه:
بالنسبة للتعويضات والمستحقّات، هل يستحقّها العامل الذي ترك عمله بموجب المادّة 81؟
سبب الانتهاء. | نوع العقد. | التعويض. | مقدار التعويض. | مكافاة نهاية الخدمة. |
ترك العامل عملَه بسبب مخالفات صاحب العمل وفق المادة 81. | كل أنواع العقود (محدّدة ومفتوحة). | لا يستحق العامل تعويضًا. | لا يوجد. | يستحقّ العامل مكافأة نهاية الخدمة، بغضّ النظر عن مدّة الخدمة . |
بإمكانكم أيضًا، الاطّلاع على أحكام المادة 80 من نظام العمل، وضّحنا في تدوينتنا شرحًا مبسطًا لأحكامها بعد التعديل.
جميع المقالات في هذا المدونة تم نشرها بأسلوب بسيط وسهل لرفع الوعي القانوني، ولا تعد بأي شكل من الاشكال استشارة قانونية، ننصح القارئ بطلب استشارة قانونية مفصلة من قانوني مختص. يشكل استخدامك لهذا الموقع قبولاً لشروط الاستخدام ، والشروط التكميلية ، وسياسة الخصوصية.